هتافات واحتفالات بسقوط النظام، وتحليلات وتساؤلات حول المستقبل.. لكن اللقطة الأبرز في مشهد نجاح الثورة السورية كانت لآلاف المظلومين وهم يغادرون سجونا ربما لم يتصوروا أنهم سيفلتون من براثنها يوما ما.

في عالم يعج بمنظمات دولية وحقوقية، وبأصوات لا تتوقف عن ترديد شعارات الحرية والديمقراطية والعدل، يبقى واقع حقوق الإنسان بعيدا عن هذه الشعارات في دول كثيرة، لكن سوريا بشار الأسد ربما فاقت بقية الدول في قائمة العار هذه.

معاذ العباس

إدلب – "العذاب النفسي كان أصعب من الجسدي بكثير، وهذا لا يمكن أن تمحوه ذاكرتي مهما مرت الأيام، فاسمي كان الرقم 1100، ولا أنسى كيف كنت أمزق ملابسي حتى أمسح دم الجرح في رأس تلك الطالبة الجامعية التي لم يبق شعر في رأسها من شدة التعذيب"، هكذا افتتحت هالة أم ربيع (اسم مستعار) حديثها للجزيرة النت بعد أن تمكنت المعارضة السورية من فك أسرها من سجن حلب المركزي.

أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 30 ألفا و293 طفلا سوريا منذ مارس/آذار 2011، منهم 225 طفلا قضوا جراء التعذيب، بينما لا يزال نحو 5300 طفل قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

جاء ذلك في تقريرها السنوي الـ13 عن الانتهاكات ضد الأطفال في سوريا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للطفل.

 

زهراء أحمد

يعيش نحو مليوني نازح في أكثر من 1500 مخيم وموقع غير رسمي في شمال غرب سوريا. وتفتقر نحو 87% من المخيمات غير الرسمية إلى أبسط عوامل الاستقرار، في حين تكتظ 79% من المخيمات بنازحين يشكل النساء والأطفال نسبة 80% منهم، وفق إحصاء قدمه رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني لـ"الجزيرة نت".

ليث أبي نادر

كشفت مصادر من القطاع الطبي في العاصمة السورية دمشق عن ارتكاب شركات التعقيم وتنظيف المرافق الصحية انتهاكات قانونية خطرة عبر توظيف أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، متجاهلة الأضرار التي قد تنجم عن هذا العمل على هؤلاء الأطفال، ضاربة بكل المواثيق الإنسانية والحقوقية عرض الحائط.

وقالت مصادر حقوقية مطلعة على الملف لـ"العربي الجديد"، إن الأطفال دون الرابعة عشرة من عمرهم يشكلون ما نسبته 80% من الكوادر العاملة في شركات تعقيم وتنظيف المرافق الصحية العامة والخاصة في سورية، وأن هذا التوظيف غير القانوني تنتهجه الشركات لعدة أسباب، أولها هجرة اليد العاملة، وثانيها الأوضاع المادية.

JoomShaper